هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القوة الملكية تحيي القلوب وتقوم النفوس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نور
المديرة العام
نور


عدد الرسائل : 102
العمر : 34
الموقع : https://7oby.roo7.biz
تاريخ التسجيل : 27/11/2008

القوة الملكية تحيي القلوب وتقوم النفوس Empty
مُساهمةموضوع: القوة الملكية تحيي القلوب وتقوم النفوس   القوة الملكية تحيي القلوب وتقوم النفوس I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 04, 2008 11:44 am

خلق الله الإنسان وقدَّر له ان يكون في أحسن تقويم، وأعظم تقدير في خَلْقه وتركيبه، على هذا النحو الفائق، سواء في تكوينه الجثماني البالغ الدقة والتعقيد، وا تكوينه العقلي، او تكوينه الروحي.
لقد أودع الحق جل جلاله داخل هذا الجثمان الإنساني مراجل قوى جعلها متفاعلة، متصارعة، لتعمل عملها الالهي فيه بضوابط محكمة جعل اليها سبحانه وتعالى بتفاعلاتها وما ينتج عنها من البواعث قوام حياته المتميزة في الدنيا والآخرة.
فالقوة الملكية فيها العلم الذي هو أصل العمل ـ والإيمان من جنس هذا العلم الذي يتيعه الإرادة. وللعبد قوتين، قوة الشعور والإحساس والإدراك، وقوة الإرادة والحركة. وبتلازم هاتين الإرادتين يأتي العمل الصالح الذي يعتبر الإسلام بعض أفراده، والقلب اول مستفيد منه، فان العمل له اثر في القلب من نفع وضر، وصلاح وفلاح، قبل أثرة في الخارج (من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد)(فصلت ـ 46). (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها)(الإسراء ـ 7)، ولهذا جاء عن السلف "إن للحسنة نورا في القلب، وقوة في البدن، وضياءً في الوجه، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وان للسيئة ظلمة في القلب، وسوادا في الوجه، ووهناً في البدن، ونقصا في الرزق، وبغضا في قلوب الخلق".
أول العمل


ومكان الإيمان من الإسلام مثل مكان القلب في الجسد، أو اللسان من الشفتين، أو إحدى الشهادتين من الأخرى في المعنى والحكم (1)، والمسلم لا يخلو من إيمان يصحح به إسلامه، كما أنه لا يخلو من إسلام يحقق به إيمانه، كما قال تعالي: (فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون)(الأنبياء ـ 94)، وقولهSadومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى)(طه ـ 75).
وكل من العلم والإرادة يتبعان حياة القلب الخاصة، تلك الحياة التي هي صفة قائمة بالقلب، مانعة من القبائح، دافعة للمكارم ومعالي الأمور كما قال (صلى الله عليه وسلم) "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة"(2)وقوله "من يُحرم الرفق يحرم الخير كله"(3)، فالقلب لابد له من إرادة يريد بها، كما ان للبدن الحي إرادته التي يدفع بها السوء عن نفسه.
القلب الحي


فكما ان البدن الحي يدفع عن نفسه ما يؤذيه من السبع والهوام، والحشرات، وكل مؤذٍ لبنيته، فكذلك القلب الحي بتلك القوة له إرادة تمنعه عن فعل القبيح، ولا يكون فعل اختياري إلا بإرادة، والقلب الذي لا حياة له من هذا النوع قلب ميت، تنال منه كل رذيلة، ولا حيلة له بكل مؤذٍ من سباع الشهوات، وهوام القبائح، وسواقط الفعال، قد نالت منه الذنوب والسيئات أعظم مما تنال السموم من الأبدان.
ان القلب الحي يعلو على حقيقة الموت الذي هو ذهاب القيمة، وفناء الارادة، وسقوط الاعتبار، فصاحب هذا القلب هو به حي وإن فارقت روحه البدن، فمثل تلك المفارقة لا تموت بها المعاني والآثار في الحياة، (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)(آل عمران)، فلا يموت هذا القلب بموت بدنه الذي قال الحق جل جلاله فيه (كل نفس ذائقة الموت)(آل عمران)، وقوله (إنك ميت وإنهم ميتون)(الزمر ـ 30).
فراق أبدي


فهذا الموت هو فراق الروح عن البدن، وتظل تلك الروح بعد مفارقتها بدن هذا الحي على ما هي عليه من معالي الأمور التي سعد بها صاحبها وسعد بها غيره، وما تلك المفارقة للبدن إلا رحلة من رحلات صاحبه إلى حين، وتظل معالم الشرف قائمة فيها لا تفنى بفناء بدنه بإذن ربها، وكيف تموت تلك القلوب وينال منها الفناء بفراق الروح لبدنها بعد أن انجذبت إليها المعاني الجليلة، واستقرت فيها المعاني السامية؟.
المعاني السامية


أما القلوب التي ماتت فيها المعاني السامية في الحياة الدنيا فأصحابها هم الموتي في الدنيا قبل موت الآخرة، كل من البدن والقلب بهذا الموت يُعذَّبُ بصاحبه كما قال تعالى (ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والأنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون)(الأعراف)، فلا هو وقد ماتت فيه معالي الأمور ونفائس الخلاق يحيا الحياة التي خلق لها متنعما بتمامها، ولا هو ميت الإحساس بموت قلبه، مستريح من تبعات حياته بغيره، ثم هو يوم القيامة سيكون كذلك على هذا الحال وأعظم (والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور ) (فاطر ـ 63) ، لا يموت فيها ولا يحيي لأن الجزاء من جنس العمل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7oby.roo7.biz
 
القوة الملكية تحيي القلوب وتقوم النفوس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الاسلامى العام-
انتقل الى: