هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفرار الى اسرائيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نور
المديرة العام
نور


عدد الرسائل : 102
العمر : 35
الموقع : https://7oby.roo7.biz
تاريخ التسجيل : 27/11/2008

الفرار الى اسرائيل Empty
مُساهمةموضوع: الفرار الى اسرائيل   الفرار الى اسرائيل I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 04, 2008 12:09 pm

ما يجري على الساحة الفلسطينية من اقتتال واحتراب واستدماء ورعونات مؤلم وصعب وقاس ومخز ولا يُلحق بالشعب الفلسطيني إلا العار، لكن الفرار إلى إسرائيل توج هذه المهازل التاريخية التي ستكتب بحروف سوداء.

عشرات الفلسطينيين يفرون من ميدان المعركة في الشجاعية إلى الكيان الصهيوني الذي من المفترض أن يكون عدوهم الغاشم الأول، ويتلقاهم العدو بكل إذلال ومهانة واستهتار، فينزع عنهم ثيابهم ويغمي عيونهم ويعرضهم أمام التلفاز حفاة عراة. كعربي وفلسطيني، لم يؤلمني الاقتتال الدموي الذي ذهب ضحيته المئات مثلما آلمني هذا المنظر البشع الذي حرص العدو على بثه ليعرف العالم حجمنا الحقيقي كشعب فلسطيني، ولنتعلم نحن عن حقيقة أنفسنا.

كان منظر الفارين ساحقا مدمرا للنفس الإنسانية، ولكل القيم الوطنية والدينية والإنسانية، وشعرت بأن التاريخ قد ارتج من تحت أقدامي ليصرخ شهداء الأمة عبر تاريخها وفد قضّت الأحداث مضاجعهم في القبور. لا يمكن للمرء أن يقف غير منفعل أمام الهول، أو غير غاضب على كل نفسه وكل القيم التي طالما استعملناها لنزور التاريخ. لقد شاهد العالم هذا المنظر المذل، وشاهده عبر معلق يقول بأن فلسطين ليست أحنّ من إسرائيل على فلسطين.

لنا تراث في القسوة

لاحق الجيش الأردني عام 1971 الفدائيين الفلسطينيين في غور الأردن، وهاجمهم بقوة مما دفع العشرات منهم لعبور النهر طلبا للحماية من جيش الاحتلال. حوالي 150 فلسطينيا محاربا عبروا النهر وسلموا أنفسهم للجيش الصهيوني، وذات المشهد التلفزيوني كان قد حصل. أوقفهم الاحتلال وأياديهم مرفوعة مستسلمة وعرضهم على شاشات التلفاز وعلى الصفحات الأولى من الصحف المحلية والعالمية. الآن نسي تلفاز الأردن ووسائل الإعلام الأردنية ما جرى في الأغوار، ولا يذكر إلا اللحظة.

في السجون الصهيونية، اضطر فلسطينيون الهروب من بين صفوف المعتقلين والالتجاء إلى إدارة السجون بسبب شدة العذاب الذي تعرضوا له من قبل زملائهم ورفاق درب التحرير. سادت في السجون مرحلة من الشك الشديد المجبول بأعمال الجواسيس، وأصبح لدى المعتقلين هواجس كثيرة جعلتهم يشككون بأن كل حركة يقوم بها معتقل إنما عبارة عن رسالة متفق عليها مع إدارة السجون، وهي عمل من أعمال الجاسوسية والخيانة. كانت تقوم في السجون حفلات من الضرب والتعذيب الشديد بإشراف قادة الأقسام والغرف، وكان هناك جلادون متخصصون بالتعذيب. لا شك أن إسرائيل قد جندت جواسيس، لكنها نجحت في تهيئة الظروف لبعضهم ليصبحوا قيادات اعتقالية. هذه القيادات والتي غذت التعصب الفصائلي بصورة حادة دفعت العديد للفرار إلى إدارة السجون ليصبحوا جواسيس ومخبرين. وقد كنا وما زلنا نمجد هذه الأنواع من القيادات التي هي صنيعة الصهاينة، وتعمل باستمرار على إذكاء نيران الفتن في الداخل الفلسطيني.

عدد من أبناء فلسطين أنشأوا غرف العصافير (الجواسيس) في السجون لأنهم اكتشفوا أنه غُرر بهم من قبل قياداتهم. كانت ترسلهم القيادات في نشاط عسكري ضد إسرائيل، وترسل الخبر من ثم إلى الجيش الصهيوني ليقضي عليهم.

الآن أتى دور الاقتتال في غزة والذي كرر السيرة البائسة على الساحة الفلسطينية. لقد دفعت حماس الأمور إلى حدّ تكررت معه الصورة القبيحة التي تسيء لحماس ولفتح ولكل الشعب الفلسطيني. لم يكن هناك اتزان أو حسابات في استعمال القوة ضد الخصوم من قبل حماس، ولم يكن من المشرف أن يفر العشرات باتجاه الصهاينة. لا الضاغط بريء ولا الهارب قد نال وسام الشرف. ويبدو أن علينا أن نتعلم شرف حمل السلاح. من الصعب أن أجد حركات ثورية أو فصائل أهانت شرف السلاح مثلما نهينه نحن على الساحة الداخلية الفلسطينية في هذا المرحلة التاريخية الساقطة. للسلاح شرف وهو الدفاع عن الكرامة والعزة وصون الدين والعرض والأرض، أما سلاحنا فأغلبه للزعرنة. هناك سلاح مقاوم شريف، لكنه يتضاءل أمام زحمة الأسلحة الخائنة.

الغلّ الأسود

من الملاحظ من السلوك العربي بأن عداءنا لبعضنا يأخذ نكهة خاصة مختلفة عن عدائنا للعدو. يتميز عداؤنا ضد بعضنا بغل وحقد شديدين إلى درجة أننا على استعداد لحروب داخلية على مدى سنين طويلة، وعلى استعداد دائما لاقتتال انتقامي بشع لا يراعي ضميرا أو أخلاقا أو ذمة إنسانية. نحن على استعداد لممارسة أقسى أنواع التعذيب والتنكيل، وأبشع صور القتل، وأسوأ أنواع التمثيل. نحن نحمل في قلوبنا سوادا مظلما ضد بعضنا، ولا يحتمل أحدنا تفوق الآخرين وإنجازاتهم، ولا يحترم قدراتهم ومواهبهم وعطاءهم، ونرغب دائما في تدمير وتحطيم الآخرين.

واضح أن لدى العرب الاستعداد لمد اليد للعدو الخارجي والتفاهم معه والانحناء له ليمتطينا، لكننا نمد يد المصافحة الداخلية والقلوب لا تنطق بما ينطق به اللسان.

هذه مسائل تحتاج لدراسات علمية وافية، وإلى طواقم علمية محترفة ومتخصصة لكي نقف على حقائق سلوكنا الاجتماعي والإنساني. هناك خلل كبير نعاني منه، وإذا كنا صادقين، فإن علينا توظيف جهود ضخمة لفهمه، ومن ثم وضع الحلول المناسبة.

القيادات الصامدة

العجيب أن قياداتنا تتمتع بقدرة عجيبة على التبجح والفهلوة والتنصل من المسؤولية. حصل فساد مرعب في فلسطين، ولم يتقدم أحد باستقالته على اعتبار أنه مسؤول ولو جزئيا عما يجري؛ اعترفنا بإسرائيل ومهدنا الطريق لمزيد من الإجراءات الصهيونية للاستيلاء على الأرض، وبقيت القيادات تتحدث عن الانتصارات. دار اقتتال دموي فيما بيننا، ولم يترجل أحد عن ظهر كرسيه الخشبي الأجرب، وحصل الفلتان الأمني وانتشر السلاح الأهوج في الشوارع، وبقيت القيادات وكأن أحدا لا يتحمل مسؤولية. وطبعا قياداتنا لا تخطئ ولا ترتكب الجرائم ودائما الاحتلال هو السبب. ليت الاحتلال يخرج مؤقتا من الأرض المحتلة/67 لنرى قياداتنا الملائكية كيف ستتصرف. نريد أن نرى الجنة التي ستقيمها هذه القيادات عند غياب الاحتلال.

أنا على ثقة بأن قيادات كثيرة تتمنى بقاء الاحتلال لأنها ستجد نفسها في الشارع بلا ألقاب وبلا كراسي إن غاب الاحتلال. والاحتلال بالتأكيد لا يمكن أن يتركها تواجه مصيرها لأن مصالحه ستصاب بأضرار كبيرة. ولهذا ستبقى متمسكة بالاحتلال من الناحية العملية، ورافضة له على شاشات التلفاز.

المهم أين الشعب؟

سيقفز من سيرد عليّ قائلا بأن شعبنا يتحمل مسؤولية، وهو شعب معطاء وعظيم. لا يوجد شعب لا يقدم ولا يعطي، ولكن الشعوب التي تحاول تغطية الأخطاء بالتاريخ لا تريد أن تتقدم أو تتحرر. نحن قدمنا وما زلنا نقدم، لكن قضيتنا تراجعت بصورة حادة على المستوى الفلسطيني، وتمكنت الصهيونية من الاستمرار ببرامجها بخسائر تتناقص مع الزمن.

مشكلتنا أننا نرى الأخطاء ونغمض عيوننا: منا من يمتهن النفاق والكذب ويسير مع السلطان في غيّه وضلاله، ومنا من ينزوي ظانّا نفسه أنه من العباقرة الذين لا يتدخلون بشيء. حصلت جرائم كثيرة ضد الشعب الفلسطيني من قبل الفصائل الفلسطينية والقيادات، ولم يحرك الشعب ساكنا لا داخل الجامعات ولا خارجها، ولا على مستوى الحركة الطلابية ولا على مستوى الأكاديميين. نحن جميعا نتفرج مستمتعين بما تفعله القيادات والفصائل بنا.

هل من مجيب؟ هل هناك من لديه الاستعداد للوقوف في وجه كل هذه المخازي؟ أنا أمد يدي، موقنا بأن الشعوب تصنع مستقبلها بأيديها، وإذا بقيت السواعد ملفوفة بالأكمام، فإن ليل الذل سيشتد به الظلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7oby.roo7.biz
 
الفرار الى اسرائيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الحوار الجاد-
انتقل الى: